الثلاثاء، 5 يناير 2021

حمدوك يكذب ويتحرى الكذب 2 - 2

حمدوك يكذب ويتحرى الكذب 2 - 2

ليس من المنطقي أن تختفي صفوف الوقود الممتدة على طول وعرض العاصمة القومية بمجرد إعلان الحكومة توحيد السعر ليضحى سعراً حراً – كما إخترعت -  نسبة لتوقف المصفاة الرئيسية والذي حسب إدعائها عزته لأعمال الصيانة الدورية، وحتى بعد إستتئنافها العمل لن يعود سعر الوقود المدعوم لأن حجة الصيانة مبرر تكتيكي لزيادة سعر الوقود بعد أن قاموا بالتدريج للزيادة عبر إختراع وقود مدعوم وآخر حر وصولاً لما هو ماثل. ومن أهم الإيضاحات التي تستشف من إختفاء الصفوف هي أن أزمة الوقود التي كانت ماثلة منذ شهور عديدة - تمثل ما لا يقل عن ثلثي عمر الحكومة الإنتقالية - هي أزمة خلقتها الحكومة كجزء من مخططها الشامل والذي يتبع مبدأ الخداع والكذب (الطلس) وخلق الأزمات لتمرير أهدافها بطرق غير مباشرة، ولا ندري هل قطوعات الكهرباء الجارية هذه الأيام تطبيق لنفس الطريقة الخداعة التي تم بها زيادة أسعار الوقود وغيره من السلع والخدمات الرئيسية والتي تؤثر على مجمل الأنشطة الإقتصادية الأخرى.


إدعى السيد/ حمدوك في حواره بتاريخ 29 نوفمبر 2020م أنهم شفافون وصريحون مع شعبهم وهذا كذب مفضوح تؤكده السياسات والتوجهات والقرارات العديدة التي إتخذتها الحكومة الإنتقالية دون تفويض من الثوار أو قحت بإعتبارها الحاضنة السياسية والتي إتضح أنها صورية يتلاعب بها أفراد بعينهم أبرزهم (إبراهيم الشيخ، حيدر الصافي، خالد سلك، أمجد فريد،...) إضافة لشخصيات من المكونات الأخرى لقحت لم يبرزوا يتماهون مع العسكر والدول التي تسعى لجعل السودان حديقة خلفية تابعة لها. ذكري لهذه الأسماء يأتي لإرساء ثقافة الصراحة والوضوح ونبذ ثقافة دفن الرؤوس في الرمال التي إتسم بها تاريخنا منذ ما قبل الإستقلال، فلا بد أن نقول للأعرج أعرجاً دون رتوش أو تجميل يكون على حساب الحق والمصلحة العامة.


إختصاراً لهذه السلسلة المملة من تعداد أكاذيب السيد/ حمدوك سنمر سريعاً على مواقف مهمة إستكمالاً لما بدأته في مقالي الأول.


ذكر السيد رئيس وزراء الثورة في مؤتمره الصحفي بتاريخ 22 يوليو 2020م  بخصوص الوزراء المستقيلين مجيباً على سؤال بذات الخصوص ذكر التالي: "موضوع الوزراء الذين شملهم، حقيقة إستخدام تعبير بتاع أجبروا على الإستقالة دا ما كلام صحيح، طبعاً نحنا لمن إجتمعنا في المجلس كان في إقتراح من أحد زملائنا في المجلس إنو خلينا نقدم إستقالاتنا كلنا لرئيس الوزراء ونسمح ليو في إنو هو يتخذ القرار المناسب فيها، أنا شخصيا كنت بفتكر إنو موضوع إستقالة الوزير أو الوزيرة هو فيهو شكل من أشكال حفظ ال (Dignity) الكرامة للشخص مما يقال وعشان كدا بي دا سعينا لتأسيس منهج في العمل العام يحافظ على كرامة الوزير....الخ" إنتهى الجزء المنقول من حديث حمدوك، وقبل أن أنقل حديث الأستاذة/ سهام سعيد معلقة على الموضوع أعلاه وطارحة لتساؤلات مهمة وبديهية لمن يأخذ الأمور بمنطق العقل بعيداً عن العاطفة الساذجة، نسأل السيد/ حمدوك وهو يدعي إرسائه لمنهج في العمل العام ماذا أرسيت في القضايا الكثيرة والكبيرة الموكلة إليك بحكم منصبك والتي أهمها إعادة تأسيس الدولة السودانية وتطهيرها من دنس التبعية السياسية والفساد والإنحطاط حتى تتفرغ لإرساء المناهج حول توافه الأمور، كما فعلت أيضاً في أمر تسمية مؤتمر الشركاء فقد برر ذلك بالآتي: "نحنا سميناو مؤتمر الشركاء لسبب رئيسي، المؤتمرات دي دايماً بتتسمى مؤتمرات المانحين لكين نحنا قصدنا نسميها مؤتمر شركاء لتأسيس نوع جديد من العلاقة، علاقة تقوم على الشراكة وعلاقة فيها تقوم على التكافؤ والإحترام المتبادل..." إلى أخر حديثه الأجوف إلا من الكذب ومحاولات التضليل المتعمدة. ونقول له أن الوحيد الذي أقلته وهو يعمل مخلصاً لمهنته ولشعبه تمثل هذه الإقالة شرف ووسام له، واولئك الذين إدعيت أنك حفظت لهم كرامتهم لا كرامة لهم ما داموا قبلوا بطلبك صاغرين كما أوضح وزير ماليتك السابق، وجميعنا نعلم أن من قبلت إستقالاتهم كانت عملية دفعهم للإستقالة هي في حقيقتها إقالة، أما في حالة د. أكرم الذي رفض أن يستقيل لغياب الأسباب الموضوعية المقنعة على ما يبدو، فقد إكتشف حمدوك أن سياساته وبرامجه لإعادة إحياء القطاع الصحي العام هي ضد توجهاته شخصياً وضد سياسات حكومته الرامية لرفع يد الدولة أكثر وأكثر عن واجباتها وفرائض وجودها ونعلم أيضا أن وزير الطاقة حسب تصريحاته اللاحقة بعد الإستقالة قد وقف في وجه تدخلات عضو شلة حمدوك وأحد أصدقائه وهو المدعو الشيخ خضر كبير مستشاريه، أما أمر البدوي وزير المالية فهو صاحب مشروع وتوجهات تتطابق مع حمدوك ولكن مشكلته أنه يصدح بوضوح داعياً لتطبيق تلك التوجهات وذلك المشروع وهو ما إتضح أن حمدوك ليس لديه الشجاعة الكافية لإعلان تنفيذه كما كان يفعل البدوي إضافة لتدخلات المستشار الإقتصادي لرئيس الوزراء المدعو حريكة في صلاحيات البدوي، ووزير الزراعة معلوم أن حيدر الصافي غير راضي عن إستمراره وزيراً لخلافات بينهما ويقال أن لصافي فساد في ، أما الآخرين فلو بحثنا لوجدنا الأسباب التي قادت لإقالتهم أو إجبارهم على الإستقالة.


علقت متسائلة الأستاذة/ سهام سعيد (من الهيئة العامة للإذاعة السودانية) بالآتي: "ذكرت من خلال حديثك، أنا كنت ساسأل عن لماذا تمت عملية قبول إستقالة – إذا جاز التعبير – الوزراء بهذه المباغتة، أنت جاوبت فكان مجرد مقترح قدم لمجلس الوزراء وقدم الوزراء إستقالاتهم وتمت قبول هذه الإستقالات، هذا يشير إلى خلل في أداء الحكومة، ربما لأنو كيف يمكن أن فقط يقدم إقتراح في مجلس الوزراء ويتم قبول إستقالة الوزراء، هل ليس هناك برنامج محدد بأنهى سيتم إقالة الحكومة في فترة محددة وسيتم تعيين الوزراء في فترة أخرى ولماذا أصلاً تمت قبول إستقالات الوزراء والآن الوزارات يديرها وزراء مكلفين هم وكلاء الوزارات تقريباً في فترة حرجة جداً يعيشها المواطن ويعيشها السودان". إنتهى الجزء الذي نريد الإستدلال به حول إنحطاط حمدوك.


في أمر ولاة الولايات صرح السيد/ حمدوك بالآتي: "بالإشارة لموضوع الولاة دا في الوثيقة الدستورية جاء في نص واحد صغير كدا عرضاً ما في صلاحيات رئيس الوزراء جاء في إختصاصات السيادي ويقول إنو الولاة أو حكام الأقاليم يعتمدهم السيادي ويقوم بتعيينهم رئيس الوزراء، دا كل النص الجا في المسألة دي، فلك أن تشوف هذه المسألة، طبعاً دا ممكن يكون خلل لكين بنفس القدر ممكن أكون ادى براح وأريحية للتعامل مع هذه المسألة وفق المعطيات القدامنا.... الخ". لم نفهم هل هذا أمر إيجابي أم سالب فهو يعيبه في صدر حديثه ويشيد به في أخره أم أن هذه براغماتية مشروع الدولة التنموية الديمقراطية الذي يؤمن به حمدوك وشلته، ولنسأله أيضاً بما أنه يتصرف في أمور بالغة الأهمية دون حتى علم قحت، فما الذي منعك التصرف في موضوع تعيين الولاة أم أن للأمر علاقة بالصفقة مع النظام البائد وإعطاء أزياله في الأقاليم الفرصة للإلتفاف على الثورة؟؟؟.


ختاماً، حان الآن الوقت بعد إنجلاء الحقائق وزوال العمى السياسي لنخبنا المأزومة أن نشير ونحدد المسؤولين عن ما وصل إليه واقع الثورة وعلى رأسهم الغالبية العظمى من النخب التي طبلت لقحت وحمدوكها مستدعين إرث الأجداد في الخضوع والتبرك بأصحاب الطوائف ومدعي قرابة رسول الله محمد (ص) والذي قال "لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" فما الذي يعنيه أنك قريب الرسول الكريم فقد كان عمه وعدد من أقاربه كفاراً.


نخبنا تلك تعاملت مع الثورة ومآلاتها بعاطفة وحماس كالذي يتعامل به المتيمين بالعشق وكأنما هذه الثورة أصبحت في أيادي ملائكة بعثتهم الأحزاب وغيرها لصون الثورة، وهذا يكشف لنا بنية نخبنا التي هي إمتداد لبنية المجتمع الطائفي والتقليدي ويجب أن لا ينطلي عليكم مسوحات ومكياج مدعي التقدمية والنيوليبرالية المزعومة.


الفرصة أمامنا كبيرة لخلق قوى تقدمية حقيقية مكونه من شباب الثورة في لجان المقاومة وسواها والذين هم أقل تأثراً بإرث الماضي الطائفي القمئ، وإن أضعنا هذه الفرصة فلن نشهد إلا إمتداد لدولة الماضي البغيضة.


محمد عمر محمدالخير


الخرطوم في 05 يناير 2021م


https://www.facebook.com/111185330677288/posts/213068637155623/


أضواء على ضلالات دعاة الحرب ومناصري الجيش

أكدت هذه الحرب بما لا يدع مجالاً للشك أن أزمة السودان تكمن في المقام الأول في نخبه ومتعلميه (الذين يتركز تعليم أغلبهم في إكتساب المهارات وا...